Friday, May 15, 2009

مواقف وطرائف من اعتقالات الاخوان بالفيوم


مواقف وطرائف من اعتقالات الفيوم
لم تكن الأحداث التي شهدتها محافظة الفيوم في الأسابيع الماضية إلا مؤشراً لتصاعد وتيرة الأحداث بين الجهات الأمنية والتيار الإسلامي وخاصة الإخوان المسلمين ، فأحداث الجامعة وتعدي البلطجية المدعومين من الأمن على طلاب الجامعة وإلقاء القبض على 10 طلاب ثم حبسهم ثم التصعيد بالقبض على 20 من كوادر الجماعة بالفيوم وحبسهم أيضاُ ألقى بظلال قاتمة على الفيوم ، وعم الحزن الكثير من بيوت الفيوم فمن طالب مصاب إلى آخر معتقل إلى رب أسرة غيبته جدران السجون ، كل ذلك طرح تساؤلاً واحداً : لماذا يحدث هذا ؟
وطافت بيوت بعض المعتقلين لتسمع منهم قصص اعتقال ذويهم ، وكيف كانت لحظات القبض على رب الأسرة .
فمن مركز أبشواي تحكي زوجة أحمد السيد شحات لحظات القبض على زوجها بعد منتصف ليل الأربعاء الأسود بحوالي الساعة فتقول : نسكن في الطابق الثاني للبيت ، وباب البيت الرئيسي باب حديدي فلما استعصى الباب على قوات الأمن التي جاءت لنا كسروا باب أحد الجيران وهو رجل مريض يعيش بمفرده وتسلقوا سطح منزله ومنه قفزوا لمنزلنا أمام باب شقتنا مباشرة بالدور الثاني وطرقوا الباب بعنف فلما فتح لهم زوجي الباب انتشروا في أرجاء الشقة وبعثروا محتوياتها ، وحاولوا أخذ مجوهراتي بالقوة لكني رفضت وتشبثت بها بعد مشادة كلامية معهم ، ثم أخذوا " كيسة " الكمبيوتر ، والعجب أنهم أخذوا كتبي الدراسية حيث أنني طالبة بكلية التربية ورفضوا تركها رغم أني أخبرتهم أنها كتب دراسية ولم يأبهوا لقولى أو يعيروه أدنى اهتمام ، ثم أخذوا زوجي معهم في تلك الليلة المشئومة .
ومن قرية أبو كساه مركز أبشواي تحكي زوجة حنفي محمود فتقول : نظراً لأن زوجي قد قبض عليه العام الماضي أثناء اعتقالات انتخابات المحليات وعندئذ كسرت قوات الأمن باب البيت علينا فقد قمنا بتركيب باب حديدي للبيت .
ففي الليلة المشئومة سمعنا جرس الباب يدق بصورة متواصلة حوالي الساعة الثانية بعد منتصف الليل فلما فتح زوجي لهم الباب دخل حوالى 10 أفراد من قوات الأمن وتلاهم بعد نصف ساعة أكثر من 20 آخرين ، والغريب أن ضابط أمن الدولة هشام فهيم كان يسأل زوجي عن بياناته ويمليها عبر اللاسلكي لشخص على الطرف الآخر ، وطبعاً لم يأخذوا كتباً فقد أخذوها كلها العام الماضي ، ثم أخذوا زوجي معهم وسط صرخات أطفالي الصغار .
ومن مركز يوسف الصديق تحكي زوجة د. محمد أحمد بدر من الشواشنة قائلة : كنا نائمين وفجأة في الساعة الثالثة صباحاً سمعنا طرقات عنيفة على الباب فأيقظت زوجي وبسرعة فتح الباب فإذا بقوات الأمن بعدد كبيرلم أستطع حصره يتقدمهم ضابط أمن الدولة بيوسف الصديق ، ولأن طبيعة زوجي المرحة تلازمه حتى في لحظات المحنة فقد بادرهم قائلاً : غريبة الزيارة دي .. يعني لا فيه انتخابات مجلس شعب ولا شورى ولا محليات ... أمال فيه إيه ؟ ( كان د. محمد أحمد بدر ضمن المقبوض عليهم العام الماضي في أثناء انتخابات المحليات ) فرد ضابط أمن الدولة عليه : وحشتنا ، وبعد تفتيش الشقة أخذوا الهارد ديسك الخاص بالكمبيوتر وبعض الكتب ثم أخذوا زوجي معهم وسط صرخات أبنائي وخاصة ابنتنا الصغرى سلمى التي كانت مريضة ودرجة حرارتها تعدت 39 درجة تلك الليلة ، فحسبنا الله ونعم الوكيل .
ومن قرية أباظة مركز يوسف الصديق يحكي شقيق عبد الرحمن كليب فيقول : نعيش جميعاً كطبيعة أهل القرى في البيت الكبير الذي يضم الأبناء جميعاً وخاصة بعد وفاة والدينا – رحمهما الله – ويسكن المتزوجون في البيت من آخره بينما يسكن عبد الرحمن وأخواتي البنات الغير متزوجات في أول البيت ، وفي الليلة السوداء تلك كسرت قوات الأمن الباب على عبد الرحمن وهم بعضهم باقتحام غرفة البنات لولا أن ضابط أمن الدولة منعهم من ذلك وهو موقف نشكره له ولأن عبد الرحمن لا يملك كتباً ولا غيره ولا كمبيوتر _ فهو مازال مدرساً متعاقداً – فقد أخذوه معهم ، والغريب أن أحد الجيران استغرب الموقف في الوقت المتأخر من الليل فسأل : هوة فيه إيه ؟ فهددوه بالاعتقال فآثر السلامة وانصرف .

No comments: