Tuesday, March 24, 2009

هل تعود الجماعة الاسلامية الى العمل الدعوى من رحم امن الدولة




تابعت بنفسى لقاء تنظيميا مثيرا لقادة الجماعة الاسلامية مع اعضائها بمحافظة الفيوم حيث تم اللقاء فى سرية تامة وفى حراسة امنية مشددة بالرغم من اقامة اللقاء فى مسجد ناصر اكبر مساجد المحافظة كما شارك جميع قادة الجماعةحضر اللقاء المشايخ كرم زهدي وناجح إبراهيم وحمدي عبدالرحمن وعلي الشريف وعاصم عبدالماجد، وعصام دربالة وأسامة حافظ، وقال زهدي: أن أعضاء الجماعة الإسلامية قد بدأوا تجديد العهد مع طاعة الله وتفعيل المبادرة، مشيراً إلي خروج أكثر من 14 ألفاً من أعضاء الجماعة من السجون من عام 2001 حتي عام 2008 مؤكداً أن بقية المحكوم عليهم سيخرجون قريباً بعد ضم المدد وهم قليلون جداً، كما أوضح أن المبادرة كانت لإصلاح الطريق، ونحن مصممون علي استمرارها بينما أجاب عن تساؤلهم عما فعلته الجماعة تجاه غزة، بأن كل الشعوب اكتفت بالشجب والاستنكار وأن هناك أناساً يريدون أن يصعدوا علي أكتاف الجماعة فتضحي هي وهم يحصدون، قائلاً: كنا نضحي بأرواحنا بالأمس وبعض الأطياف السياسية كانت تهتف لنا لأنهم كانوا يحصدون ثمرة هذه التضحيات حتي ضربوا بيوت أعضاء الجماعة والآن يعز عليهم أن يقف نزيف دماء الجماعة الإسلامية، ولا يعجبهم أن تبني الجماعة حطام أبنائها وترمم جراحها بعد 20 سنة في السجون فيقولون: ماذا فعلتم لغزة؟ بهدف استغفال الجماعة، وأنا أسأل: ماذا فعلوا هم؟فيما قال ناجح إبراهيم: إننا الآن نعود للمجتمع بفكر أرقي وأشمل عن الإسلام، نعود دعاة لا قضاة، لا نحكم علي الناس بكفر أو بفسق بل نعود رحمة للناس مهما كانت ذنوبهم، الآن عدنا لنقدم مصالح الإسلام العليا والأوطان علي مصالح الجماعات، لأن مصالح الإسلام أولاً ثم الأوطان ثانياً ثم الجماعات بعد ذلك وبعدها مصالح الأفراد، وأشار إلي أن الجماعة تعود لتجمع بين الموجود من الشريعة، فتحافظ عليه، وبين المفقود منها فتسعي إلي إيجاده، قائلا: الموجود من الشريعة في مصر كثير لأن بعض الجماعات تقوم بأعمال تذهب بالموجود من الشريعة، حيث جاء وقت علينا لا يستطيع الملتحي أن يسير في بلاد الصعيد فعادت الأمور لطبيعتها ولم نكن نستطيع الجلوس في المساجد، وها نحن نجلس الآن، مضيفاً: نحن نسير رويداً برفق وتؤدة حتي تكتمل الشريعة، مشيراً إلي وجوب الموائمة بين الشريعة والواقع الذي نعيشه، فلا نهدم الواقع العملي وعلينا أن نهتم بالجوهر قبل المظهر لأن من عيوب الحركات الإسلامية اهتمامها بالمظهر قبل الجوهر، ولقد أضعنا فرصاً كثيرة لاهتمامنا بالمظاهر، حيث عرض علينا في السبعينيات أن نأخذ المساجد ونلقي الدروس شريطة ألا نذكر اسم الجماعة الإسلامية لاهتمامنا بالجماعة علي حساب المضمون، وهذا الأمر وقعت فيه جميع الجماعات، فقد عرض السادات علي الإخوان أن يعودوا للشرعية القانونية بشرط تغيير اسم الجماعة فرفضوا، وقبلها عرض عبدالناصر عليهم أن يدخلوا هيئة التحرير فرفضوا وضاعت الفرصة ليدخلوا بعدها إلي السجون.وأضاف أن الحركة السلفية لا تهتم سوي باللحية والجلابية مع أن الرسول «صلي الله عليه وسلم » لبس جميع الثياب في زمانه ، في حين وجه دعوة إلي أعضاء الجماعة للتمسك بالتزامهم، قائلاً لهم: إن الأوطان والحكومات إن لم تعرف مقامكم اليوم فسوف تعرفه غداً وإن حرمتكم الحكومة من الدعوة اليوم فسيمنحها الله لكم غداً لأن الله هو الذي يعطي ويمنع وليس الحكومات، وعن غزة قال: إننا فعلنا كل شيء مثل غيرنا لغزة إلا التظاهر الذي منعنا منه، مضيفاً: المظاهرات لم تكن تتم بالعافية، كما تظنون بل كانت تتم بتنسيق رسمي، وكانت للشهرة وإظهار الذات.. في حين مضي يقول: إن الدولة تتعامل معنا بعد خروجنا من السجون بحساب دقيق وليس بالعواطف بل بالتوجيس والشكوك، خاصة مع ما كان بيننا وبين الدولة في مصر من أزمات واليوم نحن أفضل من ذي قبل فأصبحنا أحراراً ومفيش غير أمن وأمان وتزوجنا.حمدي عبدالرحمن دعا أعضاء الجماعة إلي تبني وسائل متاحة وغير تقليدية للدعوة كالإنترنت والدعوة الصامتة، بينما بدأ أسامة حافظ كلمته بالدعاء للشيخ عمر عبدالرحمن أن يفرج الله عنه.. داعياً أعضاء الجماعة إلي تفعيل موقع الجماعة الإلكتروني الذي يقف زواره عند 3500 شخص يومياً، مشيراً إلي أن الموقع يعاني المحلية بسبب إحجام الأفراد عن الكتابة فيه كما يعاني قلة المشاركين والمتفاعلين معه.بينما طالب عصام دربالة أعضاء الجماعة بأن يشاركوا بفاعلية في بناء بلدهم الذي يحبونه ووطنهم الذي نشأوا فيه.. مشيراً إلي حالة الضعف التي تعيشها الأمة والخيارات الصعبة أمامها والتي ظهرت في أزمة غزة.وأوضح: نحن في مرحلة الفاعلية والحركة ومن حقنا أن نحصل علي وظائف وتعويضات جراء هذا الظلم البين الذي تعرضنا له وإننا سنستمر في المطالبة بحقوقنا ولن نخلف وعدنا.. كما أكد أن أهداف الجماعة الآن هي المحافظة علي هوية الأمة ومقاومة الاستعمار في البلاد العربية والإسلامية ومواجهة الغزوة الصهيونية ضد مقدرات الأمة التي تستهدف الشباب المصري الذي يسافر للعمل بإسرائيل ويتحول للتجسس علي بلده.. فضلاً عن مقاومة أقباط المهجر الذين يتآمرون علي مصر ويسربون أفكارهم إلي بعض أقباط الداخل إلي الكنيسة المصرية، مشيراً إلي أن غالبية أقباط مصر بخير، ومضي يقول: إن دورنا أن نزيل هواجس وشكوك الدولة منا وهذا يتطلب الوفاء بعهدنا مع الحكومة لأن حركتنا لم تولد سلمية وإنما ولدت بمشاكل مع النظام الحاكم واستطعنا بفضل الله حل مشاكلنا مع نفس النظام بعكس الإخوان الذين لم يحلوا مشاكلهم مع الدولة المصرية إلا بعد وفاة عبدالناصر، لذلك فالدولة أخرجتنا من السجون جماعات صغيرة ومجموعات قليلة، وهذا ما جعلهم يتركون لنا الأمور الدعوية شيئاً فشيئاً، مضيفاً: لو كنت مكان حسني مبارك وتعرضت للاغتيال سبع مرات لظلت هناك هواجس وشكوك من الجهات المعنية.. مؤكداً أن موقف الجماعة من النظام المصري معارضة كل ما يعارض الشريعة وتأييد كل ما يؤيده الإسلام سواء كان صادراً عن الحزب الوطني أو الحركات الإسلامية قاطعاً: «لن ننقض عهدنا مع الدولة"في حين نفي حصول قادة الجماعة علي امتيازات في صورة مصانع للحديد أو المكرونة وإدارة مستشفي، قائلاً: كله كلام جرايد لا أساس له من الصحة وهدفه النيل من قادة الجماعة" .بينما تحدث عاصم عبدالماجد عن المتغيرات الدولية، وأكد أنها سوف تؤدي إلي تغيير علاقة السلطات الحاكمة بالإصلاحيين عما قريب، مشيراً إلي أن الأزمة المالية العالمية وانعكاسها علي أمريكا الدولة الأعظم وكسر المجاهدين في غزة للغرور الإسرائيلي وإعادة تركيا المسلمة لمجد الخلافة الإسلامية وتسلل إيران إلي العالم الإسلامي كل هذه المتغيرات تدعونا لأن نقوي صلتنا ببعضنا بعضاً وأن نستثمر خبراتنا في التربية وتجتنب نقض العهود ليس جبنًا، ولا خوفاً من أحد، لكن لنرسي عهداً جديداً من التعامل بين الحركات الإسلامية والأنظمة العربية لأن السبب الحقيقي في أزمة غزة هو عدم ثقة الحكومات في الحركات الإسلامية، فيما أكد ناجح إبراهيم أن هذا ـ لقاءالفيوم ـ باكورة لقاءاتنابأعضاء الجماعة في جميع المحافظات للرد علي أي تساؤلات للجماعة تدور بأذهانهم